غزة: بعد تعنت إسرائيلي في ربط ملف إعادة إعمار ما خلفه عدوان مايو، بملفي التهدئَة والأسرى، الاحتلال يقرر التراجع عن ربط الملفات الثلاثة ببعضها والسماح بالبدء في إعادة إعمار القطاع.
الكاتب والمحلل السياسي د. ذو الفقار سويرجو، أكد أن تراجع الاحتلال عن ربط ملف إعادة الإعمار بملفي الأسرى والتهدئة، ليس قرار حكومة بينت الضعيفة، مشيرا إلى أنه قرار أمريكي يأتي ضمن سياستها في التعامل مع الملف الفلسطيني.
وأوضح سويرجو خلال لقائه في برنامج "حوار الليلة"، عبر شاشة "الكوفية"، مساء اليوم السبت، أن الولايات المتحدة وضعت خطوطا عريضة تستند لعدة نقاط وهي تقوية السلطة الوطنية الفلسطينية، وتخفيف الضغط عن قطاع غزة، والحفاظ على تماسك حكومة بينيت، والهروب من الاستحقاق السياسي.
وأشار إلى أن الزيارات المتبادلة في الفترة الأخيرة والوساطة المصرية، تأتي ضمن سياسية الولايات المتحدة في إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحل العقدة الأساسية حول إصرار إسرائيل على ربط ملف الجنود الأسرى بإعادة إعمار قطاع غزة.
وأضاف سويرجو، أن إنهاء حالة الانقسام قرار أمريكي إسرائيلي، مشيرا إلى أن الساحة الفلسطينية تعيش حالة من عدم سيادة القانون بفريق متنفذ يعاني ولا يستطيع السيطرة على الأوضاع في الضفة الغربية.
وأكد سويرجو، أن رفع الحصار والتخفيف عن قطاع غزة مطلب فلسطيني، والمقاومة لن تكون ضد ذلك، ولن تدفع أي ثمن سياسي مقابل رفع الحصار، مشيرا إلى أنها تعتبر هذا مجرد دفع استحقاق لمعركة القدس.
بدوره، قال المختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي، إن توجه حكومة الاحتلال لتغيير سياستها فيما يتعلق بالتعامل مع ملف قطاع غزة، جاء وفق قراءات سياسية وأمنية بحسب الموقف السياسي الداخلي بدولة الاحتلال والضغط الأمريكي الخارجي.
وذكر الرفاتي، أن حكومة الاحتلال، أصبحت تدرك أنه لا يوجد حل مع قطاع غزة خلال الـ15 عاما، حيث استخدمت كل الوسائل المختلفة لتغيير الواقع في القطاع لكنها لم تنجح، مشيرا إلى أن الحل الوحيد هو إعطاء غزة ما تريد من إعادة إعمار وتحسين الوضع الإنساني.
وأضاف، أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت غير معنية في مواجهة عسكرية جديدة مع قطاع غزة، لأنها تدرك أن المواجهة ستؤدي إلى تفكك الحكومة الحالية وغالبا عودة نتنياهو إلى الحكم.
وبين الرفاتي، أن الحكومة الحالية في دولة الاحتلال تسعى لإرضاء الإدارة الأمريكية من خلال المضي قدما في ملف قطاع غزة، لأن حكومة بينيت تخشى من الانهيار في حال رفض القرارات الأمريكية.
يشار إلى أن القرار يأتي عقب زيارة وفد مصري إلى القطاع، ناقش ملف إعادة الإعمار والتي من المتوقع أن تبدأ مطلع الشهر المقبل، وبعد تغير ملموس تمثل في انفراجات نسبية، للسماح بإدخال مواد البناء لكن لا يزال الاحتلال يمنع أخرى>