غزة – عمرو طبش: لليوم الخامس عشر على التوالي يواصل مواطنان من ذوي الاحتياجات الخاصة، اعتصامهما أمام مقر المجلس التشريعي بغزة، وذلك للمطالبة بحقوقهما التي تتمثل في توفير راتب يضمن لهما العيش بكرامة، خاصةً أنهما لا يستطيعان العمل بسبب إعاقتهما، ولكن حتى هذه اللحظة لم يستجب أحد لمطالبهما.
يروي المواطن عبد الرحيم خشان "32 عاماً" من سكان مدينة خانيونس تفاصيل قصته ومعاناته لـ"الكوفية" قائلا، إنه لليوم الـ15 عشر على التوالي ما زال معتصماً هو وصديقه سليمان أبو طعيمة أمام مقر المجلس التشريعي بغزة، للمطالبة بحقوقهم التي تتمثل في توفير راتب لهما يضمن لهما العيش بكرامة كباقي المواطنين، خاصةً أنهما من ذوي الاحتياجات الخاصة ولا يستطيعان العمل، نظراً لوضعهما الصحي السيء.
وكشف عن السبب الرئيسي الذي أجبره على الاعتصام، هو نجله الرضيع الذي دخل في غيبوبة بالعناية المركزة في المشفى، نتيجة تأخر وصوله الى المشفى في الوقت المناسب، بسبب عدم قدرته على توفير المواصلات.
وأوضح خشان، أنهما في بداية الاعتصام خاضا إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 12 يوماً، ولكن بعد تدهور حالة صديقه سليمان الصحية، وتحذير الأطباء لهما أوقفا الإضراب، وواصلا الاعتصام المفتوح والمبيت أمام المقر دون المغادرة أبداً.
وقال، "بعض الأحيان أصحاب الخير بقدمولي مساعدات بسيطة، ولكن تلك المساعدات لم تفعل شيئاً في تغيير حال واقعنا، أنا بدي أقلك شيء مصاريف في الشهر ما يقارب 2000 شيقل من علاجات وتوفير احتياجات أساسية للبيت"، منوهاً الى أنه يتقاضى شيك شؤون اجتماعية كل 5 شهور، ولكن لا تجدي نفعاً في تغيير الوضع الاقتصادي الذي أعاني منه.
وبيّن خشان أنهما لا يستطيعان العمل أبداً في أي مهنة، نظراً لأنه وُلِدَ بدون يدين، أما صديقه سليمان فيعاني من عدة أمراض تعيقه عن العمل، منها ضمور في العضلات، وتلف في الأعصاب، وضعف في السمع، مؤكداً أن اعتصامهما جاء للمطالبة بأقل الحقوق في القانون الدولي.
في السياق ذاته أكد المواطن سليمان أبو طعيمة، أنه سيستمر في الاعتصام حتى نيل جميع حقوقهما وتلبية جميع مطالبهما، منها توفير راتب يضمن لهما العيش بكرامة، وتوفير منزل له، خاصةً أنه يسكن في أرض حكومية بشكل مؤقت، بالإضافة إلى توفير العلاجات اللازمة.
وتابع، أنه حتى اللحظة لم ينظر أي مسؤول إلى قضيتهما على الرغم من أنهما معتصمان أمام مقر المجلس التشريعي بغزة، منوهاً إلى أن فاعل خير تفاوض معهما على دفع قيمة روشته علاج، مقابل مغادرتهما مكان الاعتصام، ولكنهما رفضها لأن هذا المقترح لا يحل لهما مشكلتهما الأساسية.
وقال أبو طعيمة، وجهنا نداء إلى الرئيس وحكومة غزة، لتقديم المساعدة العاجلة لنا، وكان لدينا أمل أن يقدم لنا مساعدة وأن يتم حل مشكلتنا، ولكن للأسف دون استجابة.
وناشد جميع المؤسسات الحقوقية، ضرورة التدخل لحل قضيتهما، والعمل على توصيل رسالتهما إلى المسؤولين وأصحاب القرار، خاصةً أنهما معتصمان لليوم الـ15 على التوالي، ولكن لم ينظر إليهما أحد بعين الرحمة.
من جانبه أوضح صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني"حشد" لــ "الكوفية"، أن القانون رقم 4 لعام 1990 نص على نسبة تشغيل لا تقل عن 5% لذوي الاحتياجات الخاصة في القطاعات الحكومية، والمؤسسات الأهلية، والقطاع الخاص، مؤكداً أنه يجب على وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، العمل الجاد من أجل تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من حقوقهم وعلى رأسها الحق في العمل.
وتابع، أنه رغم الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، إلاّ أن حق ذوي الاحتياجات يجب أن يكونوا على رأس الأولويات، ولا يتم تهميشهم.
وأشار عبد العاطي إلى أنه يجب على الجميع، ضرورة مناصرة أولئك الأشخاص وتمكينهم من حقوقهم الواردة في اتفاقية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة التي وقعت عليها دولة فلسطين.