غزة - عمرو طبش: يعد التعليم عن بعد والاضطرار للجوء إليه حال ارتفع عدد إصابات فيروس "كورونا" في قطاع غزة، هاجسا يراود عقول الآباء والأمهات لما يسببه من آثار سلبية في عدم استفادة الطلاب كما التعليم الوجاهي في المدارس.
وفي خضم ذلك، وضعت وزارة التربية والتعليم العالي في غزة 3 سيناريوهات لضمان استمرار العملية التعليمية في المدارس في حال تطورت الحالة الوبائية.
قال عبد الكريم المجدلاوي مدير الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم بغزة لـ"الكوفية"، إن الوزارة أعدت خطة متكاملة لتأمين الطلبة في داخل المدارس قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، من أهم الاجراءات التعاقد مع شركات نظافة لمتابعة حوالي 200 مدرسة بنظام الفترتين على مدار الساعة في تنظيف وتعقيم الصفوف.
وأوضح، أنه من ضمن الإجراءات إلزام المعلمين والطلبة بارتداء الكمامات، والتباعد داخل المدرسة قدر المستطاع، وفرض إجراءات مشددة على جميع المقاصف لمتابعة النظافة والتعقيم بشكل مستمر، وذلك من أجل تأمين أعلى درجات الوقاية والسلامة للطلبة.
وحول تلقي لقاح كورونا، أكد المجدلاوي أن الوزارة أطلقت قراراً بإلزام كافة العاملين في سلك التعليم بتلقي لقاح كورونا، علاوة على إطلاق حملة لتطعيم كافة الطلبة في الفئة العمرية من الصف العاشر إلى الصف الثاني عشر.
وأشار إلى وجود قاعدة بيانات مشتركة بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة، يتم من خلالها إشعارهم مباشرة في حال إصابة أي معلم أو طالب داخل المدرسة، لكي أخذ كافة الإجراءات الاحترازية، التي تتمثل في مغادرة المصاب الى بيته، حتى يلتزم بالحجر المنزلي لمدة عشرة أيام، لضمان عدم اختلاطه بالآخرين ويسبب تفشي الفيروس في المدرسة.
من جانبه قال بدر الصفدي نائب مدير دائرة التثقيف الصحي في وزارة الصحة بغزة، إنه يوجد تنسيق دائم بين وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم، لمتابعة الحالة الوبائية داخل المدارس على مدار الساعة، لضمان استمرار المسيرة التعليمية، موضحاً أنهم ينفذون العديد من الأنشطة التثقيفية داخل المدراس، من أجل توعية الطلبة بالإجراءات الاحترازية التي يجب اتباعها داخل المدرسة، حتى يحافظوا على أنفسهم من الإصابة بالفيروس، مع ضرورة أخذ اللقاح.
وتابع، أنه يتم تطعيم طلبة الثانوية العامة داخل المدرسة بلقاح فايزر الأمريكي، وأن الوزارة اوقفت التطعيم خلال الفترة الحالية، بسبب الضغوطات على حملات التطعيم خارج المدارس، واقتصروا التطعيم على المواطنين التي تتفاوت أعمارهم عن الثلاثين بشكل مؤقت، منوهاً الى أنه بعد فترة محدودة سيتم تطعيم جميع الفئات العمرية.
وأكمل الصفدي، أن درجة الوعي كانت عالية للطلبة خلال الجولات التثقيفية التي نفذوها في المدارس، حيث طُرحت العديد من الاستفسارات حول التطعيم وأهميته في الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، ولكن لا زال بعض الطلبة لديهم تخوف من اللقاح، فهذا الأمر يحتاج تشجيعا من المعلمين وأولياء الأمور.
في السياق ذاته، أكد محمد تنيرة منسق الصحة المدرسية في مدرسة فلسطين، أنه كان لديهم الكثير من الانضباط داخل البرتوكول الصحي في المدرسة، من خلال عدم دخول الطالب إلى المدرسة بدون ارتداء الكمامة واصطحابه للمعقم، بالإضافة إلى المحافظة على النظافة وعمليات التعقيم المستمر قبل دخول الطلبة وبعد مغادرتهم المدرسة.
وأوضح، أن إدارة المدرسة قامت بعمل فسحتين للطبة بكل فترة دراسية، كي يتسنى للطلبة عدم الاقتراب من بعضهم البعض خلال الفسحة، للحفاظ على الإجراءات الاحترازية..
وبيّن تنيرة، أنه في حالة إصابة أحد المدرسين أو الطلبة، يتم اتباع البرتوكول الصحي الذي أقرّته وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية، والذي يتمثل في التزام المصاب بالحجر المنزل لمدة 10 أيام ثم يعود لاستكمال الدراسة بشكل طبيعي، ولكنه خلال فترة الحجر يقوم بمتابعة دروسه خلال الصفوف الافتراضية التي وضعتها الوزارة.
وأكد أن وزارة التربية وضعت ثلاثة سيناريوهات قبل بدء العام الدراسي الجديد لضمان استمرار العملية التعليمية في حال تطور الحالة الوبائية، من أهمها في البداية التعليم الوجاهي، ولكن في حال تصاعد أعداد الإصابات، سيتم تطبيق التعليم المدمج، الذي يتمثل في تقسيم الطلبة الى مجموعتين حتى كل مجموعة تدوام ثلاثة أيام على مدار الأسبوع.
وأضاف، أنه في حال حدث إغلاق كامل بسبب تطور الحالة الوبائية بشكل خطير في غزة، سيتم اللجوء الى الصفوف الافتراضية، والتعامل مع جميع الطلبة كما التعامل معهم سابقاً.
من جانبه أوضح الطالب أحمد الدحدوح، أنه أقبل على تلقي لقاح كورونا، للوقاية من الإصابة بالفيروس، وحماية عائلته من الإصابة.
وبين أنه على الرغم من تلقيه اللقاح، إلا أنه ما زال مستمراً في الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة، نظراً لأن اللقاح لا يحمي من الإصابة بالفيروس، بل يقلل أعراض الإصابة.