غزة: احتمالات عودة التصعيد، تعود من جديد إلى الواجهة، مع إصرار الاحتلال على خنقِ قطاع غزة، وأما ما يزيد من وتيرة هذه الاحتمالات هو "تجدد أزمة الأموال القطرية" والمتعلقة بآلية إدخالها إلى القطاع، وآلية توزيعها والفئات التي تستفيد منها.
وقال أستاذ العلوم السياسية، د.هاني البسوس، إن الاحتلال يماطل منذ أكثر من شهرين بالتعاطي مع المتطلبات الحياتية في قطاع غزة بعرقلة إدخال المواد الأساسية والمساعدات وإعادة الإعمار، من أجل الضغط على الفصائل الفلسطينية للتسليم بواقع جديد بأن الاحتلال هو من يملي على الفصائل.
وأضاف البسوس في مقابلة مع برنامج "حوار الليلة" والذي يبث عبر قناة "الكوفية" الفضائية، أن الفصائل الفلسطينية صبرت وحاولت الحديث مع الوسيط المصري والوسطاء الدوليين، مشيرا إلى أن الواقع مازال كما هو ولم يتغير شيئا، والحالة الإنسانية في قطاع غزة تزداد سوءا.
وأوضح البسوس، أن المنطقة على صفيح ساخن، وأن هناك بوابة واضحة للتصعيد العسكري الذي قد يبدأ ببالونات حارقة ويشتد إلى مواجهة عسكرية، إن لم يكن هناك توافق في الساعات المقبلة على آلية لرفع الحصار عن قطاع غزة.
وأشار إلى أن الفصائل لم يعجبها تدخل قوات الاحتلال في الشؤون الداخلية الفلسطينية من خلال منع بعض العائلات من المنحة القطرية، لافتا إلى أن ذلك أدى إلى فرض قواعد اشتباك محددة من قبل الاحتلال على تسيير حياة الناس في القطاع كما تشاء.
وأكد البسوس، أنا الفصائل والشعب الفلسطيني في سجال طويل مع الاحتلال، لافتا إلى ضرورة توافر أسس محددة لإنهاء الاحتلال من خلال الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى حاضنة إقليمية ودولية تتبنى الموقف الفلسطيني.
وشدد البسوس، على ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، حتى تستطيع الفصائل تجسيد وتصليب الموقف فلسطيني واحد، والعمل على إنهاء الاحتلال.
بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، اليوم السبت، إن الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2017 يستخدم قاعدة إلهاء غزة في اشكالياتها الداخلية.
وأوضح أبو ظريفة، أنه من الخطأ ربط القضايا الوطنية بالقضايا الإنسانية، مشيراً إلى أن "الاحتلال يخدع الرأي العام الدولي بمنح سكان غزة بعض التسهيلات الحياتية".
وأضاف أبو ظريفة، دخول الأموال لقطاع غزة هو جزء من الحصار الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع، المجتمع الدولي قدم العديد من المقترحات لإدخال الأموال إلى قطاع غزة لكن إسرائيل رفضت كل هذه الاقتراحات.
وشدد أبو ظريفة، على ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، مضيفاً:" لقد توافقنا في إطار الفصائل على العناوين النضالية والكفاحية في الاشتباك مع الاحتلال حتى نيل الحقوق الوطنية".
وأكد أبو ظريفة، أن قطاع غزة رأس حربة في الدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني ومقاومة الاحتلال.
ولفت إلى أن الفصائل ليست جزءا من الحوارات التي تقودها حركة حماس مع الوسطاء لإنهاء الحصار.
وعبر أبو ظريفة عن رفض الكل الوطني الفلسطيني للابتزاز الاحتلال الإسرائيلي.
كما أشار أبو ظريفة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسة تخفيف الحصار بالتدريج، داعياً الكل الوطني للتداعي للتوافق على برنامج وطني لمكافحة الاحتلال.
