القاهرة: الاعتقال السياسي وقمع المعارضين، أداة أجهزة أمن السلطة لقمع المخالفين لها في الرأي، في سعي واضح منها لإخماد صوتهم عن كشف الحقائق والوقائع، وهذا ما تزايد في الآونة الأخيرة، وتحديدا مع زيادة المطالبات بضرورة إجراء انتخابات، يتم من خلالها تجديد الشرعيات المهترئة.
وفي هذا الصدد حيث، استَشهدَ القائد الفلسطيني محمد دحلان في منشور على صفحته بموقع فيسبوك، بتجارب حركات التحرر الوطني في التاريخ الحديث، مشيرا إلى أن التاريخ المعاصر لم يشهد قمعا للمعارضة في كيان تحت الاحتلال سوى في التجربة الفلسطينية، معتبرا أن قمع أصوات المعارضين، يشكل حالةَ انفصام تعيشها السلطة.
الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن، قال إن السلطة لا زالت تتعامل بمنطق أمني بحت في الواقع الداخلي الفلسطيني، مشيرا إلى أنها لم تقتنع بارتكابها خطايا مع شخصيات اعتبارية في المجتمع.
وأوضح محيسن، خلال مقابلة له في برنامج "حوار الليلة" على شاشة "الكوفية"، مساء اليوم الإثنين، أن حالة الاحتقان ستتفاقم في واقع الحياة المدنية في الضفة المحتلة إلى أن تصل إلى كره واضح لحكومة السلطة التي تتعامل مع المواطن الفلسطيني بالبطش والتنكيل بالمتظاهرين سلميا.
وشدد محيسن على أن النظام الأساسي الفلسطيني كفل حق التعبير عن الرأي، وحق التظاهر للمواطنين، مؤكدا أنها لا تتعارض مع أبسط حقوق الإنسان.
وأدان محيسن جريمة السلطة بحق الناشط نزار بنات، لافتا إلى أن قيادة السلطة في رام الله لا زالت مستكبرة في تعاملها مع ملف اغتيال الناشط بنات، ومؤكدا أنها جريمة ارتكبت مع سبق الإصرار والترصد.
وأشار إلى أن إجراءات السلطة تهدف للحفاظ على مصالحهم من خلال الفساد المنتشر في مؤسساتها، لافتا إلى أن جميع السلطات بيد الرئيس عباس الذي يحاول إظهار قرارته للعالم بأنها حكومة تمارس صلاحيات وتحترم النظام السياسي.
وأكد أن السلطة تتآكل كلما أوغلت في إجرامها بحق المواطنين من خلال ممارساتها الإجرامية والبطش والاعتقال السياسي، مشيرا إلى أن السلطة تسهل للاحتلال ارتكاب جرائمه بحق الفلسطينيين في الضفة.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي يحيى رباح، إنه لا يجوز الانشغال بالمعارك الجانبية في ظل أننا لا زلنا نواجه احتلال ينغص على كل مناحي الحياة اليومية الفلسطينية.
وأوضح رباح، أن "القضاء الفلسطيني عادل ويخضع للقانون العام لدولة فلسطين، وتتم عمليات الاعتقال وفقا للقوانين المتبعة".
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية تبني مؤسساتها في ظروف صعبة، مضيفاً: "نحن لا نستمع لأصحاب المهاترات".
وبين رباح، الرئيس محمود عباس يلتزم بالقانون ودائماً ما يشدد على التزام القضاء الفلسطيني، مبيناً أن السلطة الفلسطينية لديها عدو أساسي وهو الاحتلال الإسرائيلي وتعمل على مقاومته بشتى الوسائل.
ورأى رباح أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخضع السلطة الفلسطينية لأهواء شخصية حتى لو كانت من مواطنيها.