غزة: "من مسافة صفر" المقطع الأبرز على مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس السبت، حيث تداول النشطاء مقطع فيديو يوثق قيام أحد الشبان بإطلاق النار من مسدسه على جندي إسرائيلي كان يستهدف المشاركين شرقي مدينة غزة.
قصف في أنحاء مختلفة من القطاع نفذته طائرات الاحتلال، فيما أجمع مسؤولون في دولة الاحتلال أنَّ مسألةَ الرد هي مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، فيما تقول الفصائل إن رفعَ الحصار مطلب إنساني لا يمكن التراجع عنه تحت أي ظرف كان.
الوسطاء ماضون على قدم وساق في محاولة لمنع تدهور الأوضاع في القطاع، فزار مؤخرا عباس كامل مدير المخابرات المصرية دولةَ الاحتلال والضفةَ في مسعى قيل إنه يأتي لاحتواء الموقف ودفع الأطراف إلى الالتزام بالهدوء الذي تبع العدوان الأخير على القطاع.
عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي مناضل حنني، قال إن الشعب الفلسطيني مصمم على نيل حريته بكافة الوسائل المتاحة.
وأوضح حنني، خلال مقابلة له مع برنامج "حوار الليلة" على شاشة "الكوفية"، مساء اليوم الأحد، أن قطاع غزة يعيش حالة سيئة، مشيرا إلى ما جرى بالأمس من فعاليات وما تخللها من إطلاق النار على الجندي الإسرائيلي جاء نتيجة الحصار وانتهاكات الاحتلال.
وأكد أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن التبعات التي تنتج عن أي رد فعل على سياساته وحصاره تجاه قطاع غزة أو في باقي الأراضي الفلسطينية، مشددا على أن الفلسطيني لديه الحق في الدفاع عن نفسه بالوسائل التي يمتلكها.
وأشار إلى أن الأوضاع في غزة تتجه إلى التصعيد في حال استمر الاحتلال بسياساته التعسفية والمماطلة في رفع الحصار وإعادة الإعمار وفتح المعابر في القطاع.
وشدد حنني على أن الضفة وقطاع غزة متلاحمين، لافتا إلى أن ما يجري في محافظات الضفة ببلدة بيتا وكفر قدوم والأغوار الشمالية وما يقوم به الاحتلال من جرائم وانتهاكات، يجبر أبناء الشعب الفلسطيني على مواجهة الاحتلال بالتصدي لهم.
بدوره، قال المختص في الشأن الإسرائيلي، أنور صالح، إن رد الاحتلال على الأحداث وما حصل من مواجهات على حدود غزة، لم يكن النهائي، لافتا إلى أن إسرائيل تنوي الرد على غزة بطريقة مختلفة خلال الأيام المقبلة.
وأوضح صالح، أن زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل إلى دولة الاحتلال، تناولت العديد من القضايا المرتبطة بالتنسيق الأمني بين المخابرات المصرية والإسرائيلية في قضايا إقليمية ودولية.
وأضاف، أنه تم مناقشة عدم الذهاب إلى تصعيد والملفات المتعلقة بقطاع غزة وكيفية إدخال المنحة القطرية، والتسوية السياسية مع حكومة حماس التي تقوم على أساس محاولة فصل الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات عن بعضها البعض.
وأشار صالح إلى أن الاحتلال يرفض الربط بين ملف المنحة القطرية وإعمار قطاع غزة، مشيرا إلى أنه يحاول تثبيت ملف المنحة على أنه سياسي بامتياز مرتبط بالرؤية الإسرائيلية بتثبيت انفصال قطاع غزة عن الكل الفلسطيني.
من جهته قال القيادي في الجبهة الديمقراطية لؤي أبو معمر، إن الشعب الفلسطيني يناضل من أجل استرداد جميع حقوقه وفق قوانين المجتمع الدولي.
وأضاف أبو معمر، أن العودة إلى النشاط السلمي والمقاومة الشعبية في قطاع غزة، جاء استكمال لما يحدث في الضفة الفلسطينية، مشيرا إلى فعالية الأمس تؤكد أن النضال الفلسطيني مكتمل الأركان.
ودعا أبو معمر إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني والعودة للوحدة الوطنية، بتغليب مصلحة أبناء الشعب الفلسطيني في ظل التضحيات التي يقدمها.
وطالب أبو معمر أجهزة السلطة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات العامة في الضفة وقطاع غزة.