خاص: داخل ورشته الخاصة بإصلاح الأحذية والحقائب الجلدية في سوق الزاوية وسط مدينة غزة، يجلس خليل حمدان، صاحب الـ64 عاما خلف آلة الخياطة، منهمكًا في إصلاح الأحذية والحقائب الممزقة قبل بدء العام الدراسي الجديد، حيث تلقي الأزمة الاقتصادية بظلالها على أولياء الأمور، فيلجأون إليه طالبين مساعدته في رتق وترميم ما تمزق من الأحذية والحقائب القديمة لعدم مقدرتهم على شراء جديدة لأبنائهم يستقبلون بها عامًا دراسيًا جديدًا.
تجاعيد وجهه وندوب الزمن التي تحتل جزءًا كبيرًا من ملامحه، تقص وتروي حكاية هذا الشعب الأبي، حيث اعتاد المارة على وجوده في تلك الحجرة الصغيرة التي يتخذ منها ورشة له منذ 40 عامًا كاملة، يقضي بها نهاره كاملاً، مستقبلاً الحقائب والأحذية لإصلاحها على مدار سنوات عديدة تعاقبت عليه خلالها الأجيال، فزبائن اليوم هم أبناء وأحفاد زبائنه القدامى، تمضي السنوات وتتتابع الأجيال بينما لا يزال هو باقيًا في ورشته، متخذًا نفس الجلسة خلف ماكينة الخياطة كأنما يقف شاهد عيانٍ على التاريخ.
ومع اقتراب عودة الطلاب إلى المدارس، ينشط العمل لدى حمدان في إصلاح الحقائب والأحذية للطلاب، الذي يراهم عاماً بعد عام لإصلاح القطع ذاتها، وعلى الرغم من كثرة المترددين على ورشته الصغيرة لإصلاح ممتلكاتهم القديمة، إلا أنه يعاني وضعًا ماديًا صعبًا نظرًا للحالة الاقتصادية وركود الحركة التجارية في القطاع.