خاص: وسط المتاجر العتيقة في سوق الزاوية بمدينة غزة، تقف بسطة "أبو نادر" لإصلاح وصيانة الساعات، شاهدًا على التراث الفلسطيني بكل تفاصيله.
حيدر محمود "أبو نادر"، يعتبر التمسك بالجذور والحفاظ على التراث جزءًا من المقاومة، لذلك فإنه يسعى للحفاظ على مهنته التي ورثها عن آبائه وأجداده من الاندثار، في الوقت الذي تواجه فيه مهنة الساعاتي خطر الانقراض بعد التراجع الكبير عن شرائها خاصة في ظل التطور التكنولوجي واستعانة الكثيرين بالهواتف الجوالة في معرفة التوقيت، وكذا الساعات الذكية التي راحت تنتشر على نطاق واسع يومًا بعد يوم، فأصبح من النادر وجود محلات لبيع الساعات أو تصليحها، ولكن الوضع مختلف عند الرجل ذي الستين عاما الذي يحتفظ بمهنته وسط المحلات القديمة في سوق الزاوية في قلب مدينة غزة.
ثلاثون عاما قضاها عم أبو نادر في ممارسة مهنته، اعتاد جيرانه أن يروه تمامًا عندما تعلن دقات الساعة تمام السابعة، ينحني أمام بسطته ليجهز أدواته كي يستقبل يومًا جديدًا.
ثلاثون عامًا لم تتغير فيها عاداته، كأنما انعكست تفاصيل مهنته على أدائه فأصبح بروتوكولًا يوميًا معتادًا، أن يصل في السابعة، ويجلس فوق مقعده ويبدأ بتجهيز بسطته، ثم يلتقط ساعة جلبها إليه أحد الزبائن، ويحضرالأدوات التي تلزم لتصليحها، يحدق بعينه بواسطة عدسة مخصصة لمشاهدة العطل.