سلوى عمار: لقاء تطبيعي مع العدو نظمته منظمة التحرير في مقرها بمدينة البيرة، كان كفيلاً بإثارة موجة عاتية من الانتقادات والاستياء الكبير في الأوساط الفلسطينية كافة.
اللقاء جمع عضو اللجنة التنفيذية أحمد مجدلاني وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد الحوراني، بوفد إسرائيلي مكوّن من مجموعة من الصحفيين، وهو أمر انتقده ناشطون وصحفيون وفصائل عدة، خاصة أنه جاء في وقت لم يمضِ أيام على قمع الأجهزة الأمنية، عشرات الصحفيين خلال الأحداث التي تلت اغتيال المعارض السياسي نزار بنات.
النيرب: لقاء رام الله مثير للاستفزاز
قال شريف النيرب، عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين، إن لقاء رام الله بصحفيين إسرائيليين، مثير للاستفزاز، موضحاً أن المادة الأولى في اللائحة الداخلية للنقابة تقول إن تطبيع الصحفيين مع إسرائيليين أو مؤسسات إسرائيلية خيانة وطنية.
وتسائل النيرب، "كيف نأتي بصحفيين إسرائيليين إلى رام الله في حين أن الصحفيين الفلسطينيين يتعرضون للتعذيب والتنكيل بهم ويعتقلون في السجون الإسرائيلية؟".
وأدانت نقابة الصحفيين، عقد لقاء تطبيعي، صباح يوم الأربعاء، مع صحفيين إسرائيليين في رام الله، معتبرة أن اللقاء يمثل طعنة لجهودها ولعمل الصحفيين ووسائل الإعلام الفلسطينية الساعية لتعرية رواية إعلام الاحتلال المزيفة دوماً والمحكومة إلى توجيهات أجهزة أمن الاحتلال.
وأوضحت النقابة، من خلال بيان لها، أن عدداً كبيراً من صحفيي الاحتلال هم مستوطنون وعسكريون ورجال أمن شاركوا في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين الفلسطينيين ووسائل الإعلام، أو قاموا بالتغطية على هذه الجرائم وتبرير ارتكابها.
وأشارت النقابة إلى أن هذه اللقاءات التطبيعية، أياً كان مبررها، تعد ضربة للإنجازات التي يحقها الإعلام الفلسطيني ونجاحه في نشر رواية الحق الفلسطيني، وما رافق ذلك من حالة إسناد وتضامن واسع من الرأي العام العالمي مع القضية الفلسطينية.
واعتبرت النقابة، أن عقد مثل هذا اللقاءات في مقر منظمة التحرير الفلسطينية، وفي الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال ارتكاب جرائم وانتهاكات جسيمة بحق الصحفيين، هو خطيئة كبرى لا يمكن السكوت عنها، داعية إلى وقف مثل هذه اللقاءات ومحاسبة القائمين عليها.
دلياني: لقاء رام الله دليل على بُعد القيادة عن الموقف الشعبي الفلسطيني
أكد الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ديمتري دلياني، أن دعوة صحفيين إسرائيليين إلى لقاء في رام الله هو أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه منُعدم الحساسية والمراعاة للمزاج العام الفلسطيني، ودليل على بُعد القيادة عن الموقف الشعبي الفلسطيني الذي يرفض مثل هذه اللقاءات.
وقال دلياني، "الهدف المُعلن من اللقاء كان التأثير على الشارع الفلسطيني ونحن نعلم إذا راجعنا من الذي حضر من الإسرائيليين نجد بأنهم يساريون فاقدي التأثير في الشارع الإسرائيلي"، مشيرًا إلى وجود قنوات تلفزيونية وبرامج وصحف على الإنترنت لم تكن موجودة وهي المؤثر الأكبر في الشارع الإسرائيلي.
وشدد دلياني، على أنه لن يرى أحد أي تغيير أو نتيجة لهذه اللقاءات بل هي استفزازية لمشاعر الفلسطينيين فقط، ولم تتحدث الصحافة الإسرائيلية عن نتائج ذلك اللقاء أو مخرجاته، لافتاً إلى وجود وسائل آخرى يمكن التواصل من خلالها مع الإعلام الإسرائيلي لإعلان الموقف الفلسطيني بوضوح للشارع الإسرائيلي دون أن يكون هناك لقاءات مباشرة.
وتساءل دلياني، "الإعلام الإسرائيلي الذي له حصة كبيرة من الصحف الأمريكية هل يعقد مثل هذه اللقاءات بالرغم من العلاقة الحميمة بين الدولتين؟، بالتأكيد أنه لا يفعل ذلك"، مؤكداً أن العديد من مواقف تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح تتصدر الصحف الإسرائيلية بدون عقد أي لقاءات مع صحفيين اسرائيليين، وأن هذه المواقف مبنية على قوة التيار وأهميته وأسس الخطاب الإعلامي القوية والمدروسة، والخبرة في التعامل مع العقلية الغربية من الناحية الإعلامية.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: لقاءات التطبيع طعنة للقضية
أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اللقاء التطبيعي الذي احتضنه مقر منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله صباح أمس الأربعاء بحضور وفد من الصحافيين الصهاينة، مؤكدة أن استمرار هذه اللقاءات يُشكّل طعنة صريحة للقضية الوطنية وتضحيات الشعب.
وأعربت الجبهة عن استغرابها من إصرار القيادة المتنفذة في المنظمة وآخرين على عقد مثل هذه اللقاءات، التي لم تتوقف حتى في أشد أيام العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وكان آخرها لقاء الأمس باستقبالها صحافيين صهاينة في الوقت الذي ما زال يتعرض فيه الصحافيون الفلسطينيون للاستهداف المتواصل ولانتهاكات وممارسات متواصلة ومنعهم من تأدية واجبهم المهني وتغطية الأحداث.
ودعت الجبهة إلى تحرك وطني شعبي عاجل للتصدي لهذه اللقاءات التطبيعية وفضح رموز التطبيع، ومن أجل الضغط لحل ما يُسمى لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، والقيام بحملة واسعة لمقاطعة ومحاسبة وفضح القيادات الفلسطينية التي تُروج وتشارك في هذه اللقاءات التطبيعية التي تُشكّل ضربة وطعنة لصمود الشعب ومقاومته في وجه الاحتلال وجرائمه العنصرية.
منتدى الإعلاميين الفلسطينيين: للاحتلال سجل حافل من قمع الصحفيين
منتدى الإعلاميين الفلسطينيين ينظر بعين الاستغراب والدهشة لمبادرة منظمة التحرير الفلسطينية لتنظيم لقاء تطبيعي مع مجموعة من الصحفيين الإسرائيليين بمقرها في مدينة البيرة بالضفة الغربية المحتلة، لاسيما أن سجون الاحتلال الإسرائيلي تكتم أنفاس أكثر من 25 صحفياً فلسطينياً، فضلاً عن السجل الحافل لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بقمع الصحفيين وقتلهم وتدمير مقراتهم لاسيما خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
وأدان المنتدى بشدة هذا اللقاء التطبيعي الذي ضم قيادات من السلطة الفلسطينية، ليجدد موقفه المبدئي الرافض للتطبيع الإعلامي مع الاحتلال الإسرائيلي، ويؤكد أن هذه اللقاءات تضر بالإعلام الفلسطيني الذي ينقل للعالم معاناة الشعب الفلسطيني من انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي البغيض، فضلاً عن كونها تقدم خدمة مجانية للاحتلال دون أدنى جدوى فلسطينية من هكذا لقاءات تطبيعية.
وذكّر منتدى الإعلاميين الفلسطينيين من بادروا لتنظيم هذا اللقاء التطبيعي أن دماء الزميل الصحفي يوسف أبو حسين لم تجف بعد، وأن دماء الزميلين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين تنشد محاسبة وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين ولغوا في دماء الصحفيين، ويطالب المنتدى السلطة الفلسطينية بمحاسبة من تورطوا بتنظيم اللقاء التطبيعي مع الصحفيين الإسرائيليين، وعدم السماح بمثل هذه اللقاءات في الأراضي الفلسطينية، لاسيما أن الإعلام الإسرائيلي يتفنن في تشويه صورة الشعب الفلسطيني ووصم نضاله الوطني المشروع بالإرهاب، فضلاً عن تبريره لكل جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا منتدى الإعلاميين الفلسطينيين وسائل الإعلام المحلية وفرسان الإعلام الفلسطيني إلى إبراز الرفض الشعبي للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بمختلف صوره وأشكاله، وحماية الوعي الفلسطيني من الاختراق ومحاولات التزييف وتزيين صورة الاحتلال الإسرائيلي، ويحذر من مغبة الترويج لهذه اللقاءات التطبيعية بأي شكل من الأشكال باعتبارها طعنة في خاصرة الإعلام الفلسطيني.
وتبقى علامات الاستفهام عديدة حول هذا اللقاء الأخير، كما تبقى تبريرات المُنظمين له لا تلقى آذاناً صاغية نظراً لافتقارها للمنطق وبالتالي القناعة بها، ويبقى أيضاً الواقع وهو أن الصحفيين الفلسطينيين يتعرضون لشتى أنواع القمع والتنكيل، فيما يُستقبل الصحفيون الإسرائيليون بمنتهى التهذيب في لقاء رسمي.