سلوى عمار: لا تزال حالة التدهور والاشتعال مستمرة في أرجاء لبنان، بالرغم من عودة حالة الهدوء إلى منطقة جبل محسن في طرابلس شمالي لبنان، وسط انتشار كثيف لوحدات الجيش في مختلف شوارع المدينة، وعودة حركة السير اليوم في المدينة.
يأتي ذلك بعد مواجهات عنيفة بين عناصر الجيش ومحتجين من أبناء المنطقة على تردي الأوضاع المعيشية وفقدان مادتي البنزين والمازوت، على خلفية قطع طريق سكة الحديد التي تربط الجبل بالقبة والتبانة والبداوي.
وسابقاً عمّ التوتر منطقة جبل محسن في طرابلس، على خلفية انقطاع الكهرباء ونفاد المحروقات المشغلة للمولدات الخاصة، حيث أشعل محتجون في عكار شمال لبنان الإطارات وقطعوا عدة طرق في المنطقة، رفضا للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية.
وقطع محتجون معبر العريضة الحدودي في عكار بالإطارات المشتعلة، كما شملت الاحتجاجات طريق الذوق شمالي العاصمة بيروت، حيث قطع لبنانيون الطريق بالنفايات.
واندلعت احتجاجات في مناطق عدة في لبنان منذ الخميس، بعدما أعلن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري اعتذاره عن تشكيل الحكومة، رغم مرور 9 أشهر على تكليفه.
ودفع الانهيار الاقتصادي، الذي وصفه البنك الدولي بأنه من أسوأ حالات الركود في التاريخ المعاصر، أكثر من نصف السكان إلى حافة الفقر، وتسبب في نقص متزايد في السلع الأساسية مثل الوقود والدواء.
إصابات في صفوف الجيش اللبناني
وفي وقت سابق من أمس الجمعة، أصيب 15 جندياً في الجيش اللبناني جراء تعرضهم للرشق بالحجارة وإلقاء قنبلة يدوية عليهم، من قِبل محتجين في منطقة جبل محسن، وأفادت تقارير عن سقوط جرحى من المحتجين نتيجة إصابتهم بالرصاص المطاطي، في المواجهات التي تطورت بين الطرفين.
وقال قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، إن الوضع في البلاد يزداد سوءا وسيتفاقم مع تأجيج التوترات السياسية والاجتماعية بسبب الأزمة المالية، وخاطب عون العسكريين في منطقة بعلبك في شرق لبنان قائلاً، "يبدو أن الوضع يزداد سوءا والأمور آيلة إلى التصعيد لأننا أمام مصير سياسي واجتماعي مأزوم"، وأن المسؤولية كبيرة في هذه المرحلة ومطلوب من الجميع المحافظة على أمن الوطن واستقراره ومنع حصول الفوضى.
السيطرة على حريق بميناء بيروت
وسائل إعلام لبنانية أفادت بتمكن طواقم الدفاع المدني من السيطرة على حريق شب داخل عبارة وباخرة في ميناء بيروت، دون التطرق إلى معلومات إضافية بشأن الحريق.
وكان ميناء بيروت قد شهد في الرابع من أغسطس/ آب 2020، انفجارًا ضخمًا، إثر تخزين مواد كيميائية خطيرة على مدى أكثر من 6 سنوات بصورة سيئة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وجرح الآلاف، وتدمير مباني العاصمة المحيطة بالمرفأ.
أديب ينفي رفضه تسميته كرئيس حكومة
نفى السفير مصطفى أديب، اليوم السبت، الكلام المنسوب إليه، بشأن رفضه قبول إعادة تسميته كرئيس حكومة مكلف لتشكيل الحكومة في لبنان، مؤكداً أن حسابا مزيفا في موقع "تويتر" ينتحل اسمه وصفته، كتب كلاما منسوبا إليه، وهو عار تماما من الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة.
وكان حساب على "تويتر" منسوب للسفير أديب، قد كتب أمس، "تواصل معي فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، وسألني ما إذا كنت أقبل بإعادة تسميتي كرئيس حكومة مكلف، ولكنني اعتذرت عن القبول لنفس الأسباب التي اعتذرت بسببها عن التأليف".
وكان أديب كُلف بتشكيل الحكومة، بعد استقالة رئيس الحكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس / آب، بين 31 أغسطس / آب 2020، و26 سبتمبر / أيلول 2020، لكنه اعتذر عن متابعة تشكيل الحكومة.
زخاروفا: موسكو قلقة إزاء تدهور الأوضاع بلبنان
أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن موسكو قلقة من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، في ظل استقالة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، موضحة أنه في 15 يوليو / تموز، أعلن رئيس مجلس وزراء اللبناني سعد الحريري، عن تخليه عن تكليف تشكيل الحكومة، فمنذ الموافقة على ترشيحه في أكتوبر/تشرين أول الماضي، لم تتمكن القوى السياسية اللبنانية من التوصل إلى اتفاق على تشكيل مجلس الوزراء، ويثير القلق كون الوضع الاجتماعي - الاقتصادي الصعب في البلاد، قد ازداد سوءا خلال هذه الفترة.
وأشارت زاخاروفا، إلى أن موسكو تعتبر العمل المستقر والفعال لجميع فروع السلطة ومؤسسات الدولة في لبنان، بمثابة ضمانة ترسيخ السيادة الوطنية ووحدة أراضي البلاد، داعية إلى قيام اللبنانيين أنفسهم بحل جميع القضايا المستعصية الموجودة في جدول الأعمال السياسي الداخلي وذلك ضمن المجال القانوني، من خلال حوار يتم خلاله التوصل إلى توافق وطني واسع، دون تدخل خارجي.
وأعربت زاخاروفا عن أملها في أن يتم التوصل في المستقبل القريب، بعد المشاورات بين الرئيس اللبناني ميشال عون ومجلس النواب اللبناني، إلى اتفاق على ترشيح رئيس جديد للحكومة.
الوضع اللبناني يزداد سوءا، والبلاد تقف أمام تحديات سياسية واقتصادية كبيرة، والاحتجاجات والعنف يأزمان الأمور كثيراً وسط توقعات بالوصول إلى وضع أكثر تدهوراً خلال الأيام المقبلة.
