القاهرة: زيارة أمريكية إلى المنطقة، تأتي بعد مرور أيام على فشل لقاء المبعوث الأممي إلى المنطقة تور وينسلاند مع الفصائل في قطاع غزة، التي لم ينجح من خلالها في التوصل إلى أية تقدم في الملفات العالقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بسبب تعنت الاحتلال.
الوفد الأمريكي الذي يرأسه المبعوث هادي عمرو، يلتقي من خلاله مسؤولين في السلطة برام الله، وممثلين عن حكومة الاحتلال، وقد يستمر اللقاء لمدة خمسة أيام، ويعد الأول بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والقدس المحتلة، ومنذ تولي نفتالي بينيت رئاسة حكومة الاحتلال.
الكاتب والمحلل السياسي، جهاد حرب، أكد خلال استضافته ببرنامج "حوار الليلة" على فضائية "الكوفية" مساء اليوم الثلاثاء، أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة غير جدية بإنهاء الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، أو العودة لمسار المفاوضات.
وأوضح حرب، أن الخيارات التي تنشدها إسرائيل من أي مفاوضات، هي عدم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاستمرار بالسيطرة على الأراضي الفلسطينية سواء بالاحتلال المباشر العسكري أو بأشكال أخرى تحت سقف تكبيل الفلسطينيين.
وأضاف، أن الإدارة الأمريكية لن تقوم باختراق جدي وجوهري في القضية الفلسطينية، لافتا إلى أنها لم تبدأ عمليا بما وعدت به من إنهاء الأضرار التي نجمت في عهد ترامب، وأن القنصلية الأمريكية لم تفتح حتى الآن.
وأشار حرب إلى أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة أغلبها من اليمين المتشدد ليست لديه رؤية لحل سياسي مع الفلسطينيين سوى الهيمنة والسيطرة، لافتا إلى أن إمكانية الاختراق من قبل الولايات المتحدة في إنهاء الصراع محدودة.
وطالب حرب السلطة الفلسطينية بإعادة النظر في قمع الحريات الداخلية، وفتح حوار جدي لبناء خطة لإصلاح جوهري في النظام السياسي للسلطة الوطنية، ومراجعة لكل الإجراءات ومحاسبة الأطراف التي قامت بخرق القانون، والذهاب لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وتعزيز الوحدة وإنهاء الانقسام.
المختص في الشأن الأمريكي وجيه أبو ظريفة، قال إن، "الإدارة الأمريكية بدأت منذ مايو الماضي في تحركات قوية في ملف الصراع العربي الإسرائيلي، ولكن على ما يبدو أنها لا تعرف بأي ملف من الملفات تبدأ، فهل تبدأ من الملف السياسي، في الوقت الذي لا تملك فيه خطة بديلة لصفقة القرن التي حاول ترامب أن يمررها، وفي نفس الوقت هي تخشى من اتساع المسافات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبالتالي لا تريد أن تقتحم هذا الملف دون تحقيق نجاح، في الوقت الذي تريد أن تحافظ على الهدوء في المنطقة، ورغم ذلك حتى الآن لم يحدث شيئ على أرض الواقع فلم يعاد فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية ولم تفتح القنصلية الأمريكية في القدس، ولم يتجاوز الأمر سوى تقديم مساعدات للأونروا والمجتمع الأهلي الفلسطيني وهو أمر لا يكفي الفلسطينيين".
وأكد أن النظام السياسي الفلسطيني فقد مبرر وجوده، ولم تعد حاجة لفلسطين في وجود سلطة فلسطينية انطلقت من منطلقات إعلان المباديء في أوسلو وما تلاه من اتفاقات لتؤدي وظيفة انتقالية معينة، هذه الوظيفة انتهت، وبالتالي على الفلسطينيين أن يعيدوا بناء النظام السياسي بأكمله سواء على مستوى السلطة الوطنية الفلسطينية بتحويلها لدولة فلسطين، لتكون منسجمة مع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعترف بوجود دولة فلسطين كدولة عضو حتى وان كانت غير كاملة العضوية".
وأضاف، "كما أن على الفلسطينيين إعادة تطوير وإصلاح منظمة التحرير، التي تشكل المرجعية السياسية والجبهة الموحدة للمقاومة والكفاح الوطني الفلسطيني"، مشيرا إلى أن اقحام الإدارة الأمريكية نفسها مجددا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يرجع لحالة الصدام التي بدأت منذ مارس الماضي، وما تلاه من عدوان على قطاع غزة.
وطالب بتكثيف وتدعيم الضغط على المواجهة الشعبية والضغط على الاستيطان والمستوطنينين وتقوية صمود الناس في مناطق ج، وزيادةحالة الاشتباك اليومي لإعادة تعريف العلاقة مع الاحتلال بأنها علاقة صراع بين شعب تحت الاحتلال وقوة احتلال وليست علاقة تعاون كما يصور البعض.
