بالصور والفيديو|| الشهيدة أميرة صبح.. ختمت القرآن وارتقت مع نجلها في قصف إسرائيلي على مخيم الشاطيء

غزة  - عمرو طبش:  لم يكن اليوم الحادي عشر من مايو لعام 2021 عاديا على عائلة صبح، فعندما تصاب الأم والابن في آن واحد، تبقى الفاجعة فاجعتين، "صلت  أميرة صلاة الفجر بعد إطعام ابنها المعاق وجبة السحور، وبعد ذلك ذهبت الى النوم بكل أمن وأمان، لكن في طريقها الى غرفتها حدث ما لم يكن في الحسبان".

في ليلة ظلماء أغارت طائرات الاحتلال الاسرائيلي على شقة سكينة في مخيم الشاطئ يوجد بداخلها مدنيين عزل ألا وهما، السيدة أميرة صبح مع نجلها المعاق عبد الرحمن، دون سابق إنذار لترتقي مع نجلها وتلحق بزوجها الذي ارتقى قبل 20 عاماً.

تحت الركام

تروي المواطنة هالة نجلة الشهيدة أميرة صبح تفاصيل قصة ما حدث مع والدتها لـ"الكوفية"، "كنت موجودة في بيتي فجأة سمعت صوت انفجار، والكل صار يحكي هذا الانفجار عمارة طيبة، فذهب زوجي حتى يستطلع الأمر، مضيفا، "هنا كانت الصدمة أمي وأخويا المعاق أصبحوا تحت الركام، وتوفوا في لحظتها".

صدمة

وعبرت عن هول الصدمة التي تعرضت لها أثناء سماع خبر استهداف الشقة السكنية التي كانت تمكث بها والدتها قائلاً "والله مش قادرة أستوعب أنه فقدت أمي، مين بعد هيك راح يسمعلي ويدعمني، مين بعد هيك حيضله يتفقدني ويطمئن عليا كل لحظة".

وأشارت صبح الى أن والدها استشهد قبل 20 عاماً، ووالدتها بعد ذلك تحملت مسؤوليتها ومسؤولية أشقائها في التربية والاهتمام بهم، مبينةً "الحمد لله ربتنا أيتام وأحسن تربية، وكانت ترعى أخى المعاق، حتى استشهدا سويا".

وصية الشهيدة

وأوضحت أن والدتها كانت دائماً توصيهم بحفظ القران الكريم والاهتمام بالصلاة، مضيفة أنها كانت كل يوم تحكي مع والدتها ليلاً ونهار، خاصةً أنها الفتاة الوحيدة لها.

صوامة قوامة

أسامة نجل الشهيدة أميرة قال إن والدته "صوامة قوامة طول الليل، صلت الفجر وذهبت لتنام بأمان، فجأة البيت كل وقع عليها هي وشقيقه المعاق، بعد قصف اسرائيلي غاشم على امرأة تربي طفلا من ذوي الإعاقة".

وأوضح صبح أن شقيقه عبد الرحمن يبلغ من العمر، 17 عاما، يعاني من شلل دماغي، حيث أن والدته كان تعطيه اهتماماً كبير نظراً لوضعه الصعب ولا يستطيع الحركة، متابعاً أنهم وجدوا شقيقه بعد القصف بساعة تحت الركام.

وقال: "قبل بساعة من الحدث كنت بحكي مع أمي إنه بدي أجي عليكي أزورك، فبتحكيلي ما تيجي عليا حتى لا أنشغل بكم، أريد ختم القران للمرة الثالثة".

لبت نداء القدس

وتابع، "ما حدث هو أكبر صدمة تعرضت لها، فالأن فقنا الأم بعدما استشهد الأب منذ فترة، ولكن كله فداء للقدس والأقصى، القدس نادت واحنا لبينا النداء".

وبين أن المنزل الذي تم استهدافه، هو بيت مدني يوجد بداخله أبرياء ولا يشكل خطر أبداً على الاحتلال الاسرائيلي.