اتصالات أمريكية–إسرائيلية لترتيب لقاء جديد وسط رهانات إقليمية معقدة
نشر بتاريخ: 2025/12/17 (آخر تحديث: 2025/12/17 الساعة: 14:43)

واشنطن – تتجه الأنظار إلى قمة مرتقبة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، من المقرر عقدها في ولاية فلوريدا، في ظل مؤشرات دبلوماسية على إمكانية عقد لقاء إضافي قريب بين الزعيمين، في سياق مشاورات مكثفة حول ملفات إقليمية بالغة الحساسية.

وأكدت مصادر دبلوماسية، إلى جانب تقارير رسمية، وجود اتصالات جارية بين مكتبي نتنياهو وترمب لتنسيق موعد جديد، وذلك عقب المحادثات الجارية التي تتناول تطورات المنطقة والتحديات السياسية والأمنية الراهنة.

وتشمل القضايا الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال الوضع في قطاع غزة، ومسار العلاقات مع السعودية، والأزمة السورية، إلى جانب التوترات المتصاعدة على الحدود اللبنانية، فضلًا عن الملف الإيراني.

غزة في صدارة البحث

وفيما يتعلق بقطاع غزة، يركّز ترمب على الدفع نحو إنهاء الحرب والانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة أمريكية شاملة للسلام، تتضمن مقترحات لتجريد حركة حماس من سلاحها، عبر ترتيبات أمنية تشارك فيها قوة فلسطينية بدعم مصري. في المقابل، يبدي نتنياهو تحفظات إزاء الدور المحتمل للسلطة الفلسطينية، معتبرًا أن ما يصفه بـ«الثغرات الداخلية» يحدّ من قدرتها على تولي مهام أمنية في القطاع.

كما يتضمن الطرح الأمريكي نشر قوة متعددة الجنسيات في غزة مطلع العام المقبل، بمشاركة دول من بينها إيطاليا وإندونيسيا، بهدف ترسيخ الاستقرار في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية جنوب القطاع، في حين لا تزال تفاصيل مهام هذه القوة وصلاحياتها محل نقاش.

العلاقات مع السعودية

وعلى صعيد العلاقات الأمريكية–السعودية، يسعى ترمب إلى إعادة إحياء مسار التطبيع بين الرياض وتل أبيب، غير أن هذا المسار يواجه تعقيدات، في ظل اشتراط السعودية وقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، ما يعكس صعوبة التوصل إلى اتفاق سياسي شامل في ظل السياسات الإسرائيلية الحالية.

سوريا ولبنان

وفي الملف السوري، تتواصل المشاورات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق أمني طويل الأمد، وسط مطالب دمشق بسحب القوات الإسرائيلية وتنفيذ وقف لإطلاق النار، مقابل مخاوف إسرائيلية من تصاعد ما تصفه بالتهديدات الإرهابية في المنطقة.

أما على الجبهة الشمالية، فتبدو الحدود اللبنانية مرشحة لمسار تفاوضي، في ظل رغبة لبنانية في استعادة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، غير أن استمرار وجود حزب الله المسلح يشكل عقبة رئيسية أمام التوصل إلى تسوية شاملة.

الملف الإيراني

ويشمل الحوار أيضًا الملف الإيراني، حيث يطرح نتنياهو مجددًا مسألة إعادة فرض قيود صارمة على البرامج العسكرية الإيرانية، ودور طهران في دعم جماعات مسلحة في المنطقة، وهو ملف لطالما شكّل محورًا أساسيًا في لقاءاته مع ترمب.