عشائر وغضب ومخابرات.. القصة الكاملة لمقتل ياسر أبو شباب في غزة
نشر بتاريخ: 2025/12/05 (آخر تحديث: 2025/12/05 الساعة: 14:14)

شهد قطاع غزة يوم الخميس واحدة من أكثر الحوادث إثارة للجدل منذ اتفاق وقف إطلاق النار، تمثّلت في مقتل ياسر أبو شباب، قائد الميليشيا المعروفة باسم “القوات الشعبية”، التي تعاونت مع إسرائيل خلال الأشهر الماضية في المناطق الحدودية جنوب القطاع.

 من هو ياسر أبو شباب؟

ينتمي أبو شباب إلى قبيلة الترابين في رفح، وكان يقود مجموعة مسلحة مؤلفة من مئات العناصر تنشط قرب معبر كرم أبو سالم، في المنطقة التي تصفها إسرائيل بـ“المنطقة العازلة”.

اتهمته حركة حماس بالتعاون الأمني والعسكري مع إسرائيل، وتولى قيادة “القوات الشعبية” في أعقاب الاجتياحات الأخيرة لجنوب غزة، حيث أعلن صراحة أنه يسعى لـ“إقصاء حماس من حكم القطاع”.

 كيف قُتل؟

روايات متضاربة أحاطت بمقتله:

عشيرة أبو سنيمة، في بيان رسمي، أكدت أن أحد أبنائها هو من نفّذ عملية قتله “ثأرًا للوطن والشرف”، ووصفتها بأنها “صفحة مشرّفة في مسيرة الصمود الفلسطيني”.

بينما زعمت القوات الشعبية أن مقتل زعيمها جاء أثناء محاولته فضّ نزاع عائلي.

أما مصادر إسرائيلية فأشارت إلى أنه أُصيب في اشتباك داخلي بين عناصر مجموعته، قبل أن يُنقل إلى مستشفى برازيلي في عسقلان، حيث فارق الحياة متأثرًا بجراحه.

 ماذا قالت إسرائيل؟

الإعلام العبري وصف الحادثة بأنها “ضربة موجعة لمشروع الميليشيات الحليفة”، إذ كان أبو شباب يمثل قناة اتصال ميدانية بين جيش الاحتلال وبعض المجموعات المحلية. وقالت مصادر عسكرية إن مقتله “تطور سيئ لإسرائيل” لأنه أضعف نفوذها في جنوب رفح.

 من خلفه في القيادة؟

أعلن غسان عبد العزيز الدهيني، الملقب بـ“أبو فارس”، وهو من ذات القبيلة، تولّيه قيادة “القوات الشعبية”.

وفي أول تصريح له لصحيفة يديعوت أحرنوت، توعّد حماس قائلاً:

“سنواصل القتال وفق خطة أخي ياسر، وسنكون أكثر تصميمًا وقوة حتى إسقاط آخر إرهابي”.

 رد الفصائل الفلسطينية

رحّبت الفصائل الفلسطينية، بمقتله، واعتبرته “نهاية طبيعية للخونة الذين رهنوا أنفسهم للاحتلال”.

كما أصدرت قبيلة الترابين بيانًا قالت فيه إن مقتله “طوى صفحة سوداء”، مؤكدة دعمها “لكل من يواجه الاحتلال في الميدان”.

 أصداء الحادث

أثار مقتل أبو شباب جدلاً واسعا داخل الأوساط الإسرائيلية حول دور هذه الميليشيات، وأما الشارع الغزي، اعتبر الحادث “رسالة ضد كل من يتعاون مع الاحتلال”.

وبينما تواصل إسرائيل خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار لليوم الـ56، يرى مراقبون أن الحادثة قد تغيّر موازين حول تبني اسرائيل ودعمها المجموعات المسلحة داخل القطاع.