المخيمات كانت ولا تزال خزان الثورة الفلسطينية.. واليوم تحتاج صوت كل حر وضمير كل شريف
نشر بتاريخ: 2025/11/20 (آخر تحديث: 2025/12/05 الساعة: 16:57)

ليست المخيّمات مجرد أحياء فقيرة أو أماكن مكتظة يبحث أهلها عن معونة أو لقمة خبز… المخيّم هو ذاكرة وطن، هو مدرسة نضال، هو الخندق الأول الذي وقف في وجه كل محاولة لطمس الهوية ومحو الشعب الفلسطيني من الخريطة والتاريخ.

في المخيّم تربّى جيل كامل على معنى الحرية قبل أن يعرف معنى الاستقرار…

في المخيّم حفظ الأطفال أسماء المدن والقرى قبل أن يحفظوا الحروف…

في المخيّم لم نُولد لاجئين، لكننا وُضعنا في اللجوء كي نحمل أمانة العودة، لا كي نتعود على الغياب.

منذ النكبة وحتى اليوم، كانت المخيّمات خزان الثورة، ووقود الانتفاضة، وبيت الفدائيين، وملجأ العزّة.

منها خرج القادة، الشهداء، والجرحى… ومنها بقي الصوت: “نموت ويحيا الوطن”.

اليوم، ورغم الجراح، ورغم الدم الذي ما زال ينزف في شوارع مخيماتنا، هناك من يحاول تشويه الحقيقة، ومن يحاول تصوير المخيّم وكأنه مشكلة… بينما الحقيقة واضحة: المخيّم لم يكن يوماً مشكلة، بل كان ضحية الإهمال والتجاهل والتواطؤ وصمت العالم.

العدالة ليست مطلباً للمخيم فقط… بل واجب على كل من يؤمن بأن الإنسان يستحق الحياة.

والكرامة ليست شعاراً يُرفع… بل حقّ لا يُساوم عليه، لا يُباع ولا يُستبدل.

اليوم، نحن لا نطلب أكثر من صوتكم… من تضامنكم… من وقوفكم مع الحق، مع الإنسان، مع الذين لم يختاروا اللجوء، بل فُرض عليهم.

فيا أبناء شعبنا في لبنان وفي فلسطين وفي كل العالم،

يا كل من يعرف ماذا يعني أن تعيش منفيًا وتحلم بوطن

يا كل من يؤمن أن الاحتلال لا يُشرعن مهما طال

قفوا مع المخيّمات.

ارفعوا الصوت.

لا تسمحوا أن يتحول الدم إلى رقم، والجرح إلى خبر عابر، والشهيد إلى صورة على صفحة ثم يُنسى.

المخيّمات ليست عبئًا على أحد…

المخيّمات هي آخر ما تبقى من الرواية الفلسطينية الصافية.

وستبقى، ما دام هناك طفل يهتف للقدس، وما دام هناك لاجئ ينام وهو يحلم بمفتاح بيته في طبريا أو عكا أو صفد…

وما دام هناك شعب اسمه: فلسطين.